فلسفة السراب
في تلك اللحظات الحزينة الكئيبة وعندما تكون وحيداً.....
فإنك ترى ولأول مرّة أشياء جميلة لم تلحظها في أوقات سعادتكَ.
ولكننا أنا وعشقي الأبدي حاولنا أن نكون أذكى من اللحظات , أذكى من لعبة القدر , فقد تأملنا سوية كل الأشياء الجميلة المحيطة بنا بلحظتها ولم نفوّت أية ملحوظة تفرض نفسها علينا لاحقاً في أوقات الوحدة ...
تذكّركم الأماكن بمحبيكم دوماً دون أن تتذكروا ما جرى معكم بالضبط وعكسكم أنا دوماً..... فعندما أدخل لأماكن لم نزرها سوية أبداً ...فأشم بقلبي عبق عطركِ ورائحتكِ الشذيّة وأذكرُ أنه كان بالإمكان أن نملئ الدنيا بذكريات الحب والصدق والهناء والغرام.....
عندما تنظرون إلى الوراء ترون بأن ما كنتم تسيرون إليه ما هو إلاّ سراب أو أمل زائف إيمان بجنة مفترضة أرضية ...
وعلى عكسكم دوماً فأنا ومن أهوى عندما ننظر إلى الوراء نشعر وكأنه حلم مرّجو , وليس على أننا مررنا به وعشناه ...فورائنا جميل وأمامنا الأجمل ....
فعادتكم أن تتقدموا وتتركوا ما تقدمتم منه خلفكم , ونحن تقدمنا وأتينا بكل ما فعلناه سابقاً جعبة كبيرة وزاد لا ينفذ....
كتابتي بهذا الأسلوب ياحلم حياتي هو أني كنتُ دوماً أنظر إلى السراب بحيادية تامة حتى ذاك اليوم عندما شعرتُ بعطش قوي ثم رأيت السراب من بعيد وعرفت أنه سراب وتمنيته ماءاً ... وقتها فقط عرفتُ ما يفعل السراب بنا نحن الذين نشعر بالعطش ...فقلتُ بنفسي مخاطباً نفسي متخيلاً بأني فارس حكيم :
السراب هو الأمل بطريقة أخرى ..
وننظر للأمل بحيادية تامة , إلى أن يداهمكَ اليأس الممل وقتها ووقتها فقط يكون ......الأمل لدينا هو كل ما لدينا ....