على صهوة الهوى أتى ..
سمعتُ همس كلماته ..
يُريد أن يُغادِرني .. يُريد أن يخفَ اِسمهُ من لساني ..
يأيُها الوجعُ المُستبدَ بنا ..
يأيُها المُستَبيحُ نومَ أعيُنِنَا ..
هل تُريد لِحُبِنا أن يتَداركهُ خريف الزمن ..
حبيبي ..
ذاتَ مساء ..
اندلع حريقٌ فينا ..
طاف بنا .. ورمنا عند تُخوم الغِيم ..
وعندما شاهدتُك وسط الغيم تبتسم ..
تيقنتُ أنني مازلتُ حاضرة في قلبكَ ..
مازلتُ سيدةَ عصور حياتكَ ..
مازلتُ وطنكَ .. وفجركَ .. وبحركَ ..
وأن حُبي يبدأ منكَ .. ولا ينتهي أبداً..
يا بحري ..
أسرجُ في حرير حُبكَ عمري ..
أنا قبيلةٌ نذرتَ عِشقهَا لضياء عينيكَ ..
أصوغُ من شمس حُبي .. جدائل قصيدتي ..
وتنبتُ في مدارِ العشقِ قافية .. تُسافر إلى كلِ زمانٍ ..
وحُبي وطنٌ من صدى عينيكَ ..
ضُمني كوردةِ بنفسج تخافُ طعنةَ الشعاع ..
ذات مساء ..
قال أعشقكِ ..
فرميتُ أطلسَ العمرِ على مواقيتِ الهوى ..
وهربتُ إلى عيناه التي تموجُ في الصَمت ..
نظرتُ إليكَ .. تُعابثني دوائرِ الأحزان ..
وترسم الليلَ على قلبي ..
وضَاع صوتي في حدائقِ السُؤال ..
أسعى إليكَ .. وشهقةٌ مُسرجة تشَق بداخِلي ..
ومدائنُ عِشقي تُظلِلها نَجمة يتيمَة ..
حبيبي ..
خبأتُ وجهكَ الحَميم كزخَة مَطر ..
تهيم لحَظات .. ولحَظات تعُود وتنَهمر ..
أفتحُ نافذتكَ لتُعطِيني من دفء الماضي ..
لأسَير بِها نحَو المَجهولَ إلى دُنيا الأغَراب ..
مرارةٌ تشقُ صَدري ..
قَافِيتي اِنكَسرت .. وفوضَى تَموج في بوحِي ..
أُلملمُ صَوتِي الواهي ..
أُرقبُ وَجهي المَنقوش من تَعب المَساء ..
أحَيا بلا ظِل على شمسٍ مُعلقة ..
امضِي نَحو البَحر ..
أفتَرشُ الشَاطئ المُحترق بخُطاكَ ..
والدُنيا ورائِي وردةً تَهتزُ في غيابُكَ ..
وأسرابُ الحَمام تَصوغ أحَلام المَساء ..
وحَدي أُسافر في صِبا حُزني ..
لا أحَمِل سوى الإخلاصَ في قَلبي ..
وعهدٌ من أحاسيسكَ أنني سيدة قلبُكَ ..
"
"