أنت .. من أنت .. وأين أنت .. ولما جئت .. وان كنت اعلم جيدا انك أنت ..
الرفيق الذي ترفق بإحساسي .. الطريق الذي استقبل خطواتي .. البريق الذي أنار ظلماتي ..
أنت رفيقا ترفق طريقا ممهد بريقا ابرق ..
أسألك من أنت .. لو مثلتك كتاب فحروف سطورك ليست واضحة
ولو انك قلما .. يكتب فاكتب وأرني ما ستكتب وما أجمل فرصه سانحة
وان كنت شمسا .. فلما كلما انظر إليك .. إلى عينيك .. تختبئ سريعا وراء الغيوم وراء السحب السارية ..
أجبني وأرحني من أنت ..
أترتضى أن أجهلك .. أن لا أعرفك ..
أترتضى السماء يوما بلا قمرا فيها ..
أترتضى أناسا بلا بيوتا تؤويها ..
أترتضى لقلوب الحيرة .. تحتار.. والحيرة تعييها .. تعميها ..
اجبني من أنت ولا تبتعد بخطاك فوق جسور الصمت صامتا ..
وترتقي درجات سلم النسيان وتتركني ناسيا ..
وانتظرني ..
لتأسرني ..
وتخطفني ..
تحملني ..
فوق جوادك ..
تٌضعني ..
ونعدو هرباً .. ننشد تلك الجزيرة النائية ..
نعدو أملا في غد جديد ..
وننسى الألم ولا نعيد ونشير بأيدينا مبتعدين .. سلاما قد كفاكم إيلاما .. قد زينت اليوم الورود الاحلاماً ..
وسلاما ..
وبوارق الأمل انشغلت بها كل الأقلام..
واسمعني .. أسألك أين كنت .. وقد افتقدتك كثيرا .. وبحثت عنك .. وفتشت كل طريقا ومسيرا ولم أجدك وتذكرت ..
وعودك ..
انك ستعود ..
وأبداً .. لا تموت
الوعود ..
كل العهود اليوم تعود .. وتسود
وحبي وحبك علينا شهود .. ونادينا الورود فابتسموا وسعدوا بالصمود .. الذي أظهرنا حين عانينا وبينا أننا لم نخشى مجابهه الوفود .. أو نهرب من تجمعات الحشود .. ثم كان بعادك أنت حين ارتكنت وسلمت لهاتف في عقلك طالبك بالبعاد.. وفى أحضان الغياب
ارتميت ..
استكنت ..
وبكيت عيوني من أجلك في صمت ..
وصرخت بلا صوت ..
والقلب ارتعد .. والحلم انكسر وابتعد .. والروح خاصمتني .. والوحدة أتت وسايرتني .. صاحبتني .. في كل مكان وكل جمع وزمان قد رافقتني..
لكن اسمعها منى ..
أقولها عاليا
لم يفارقني الأمل ..
وحده معي احتمل ..
كلما مر يوما كان يزيد أكثر وأكثر وكان يمنيني باليوم الذي فيه ستعود والشموع لهيبها يتراقص ويدعوني أن أراقصه ليخرجني من حال اليأس شيئا فشيئا ..
ويحدثني بأنك ستعود والصبر يملؤني رويدا رويدا ..
وانتظرتك ومن سنين عمري أمهلتك ..
من سنين عمري أعطيتك ..
واليوم تأتي والتساؤل يأتي
أين كنت ولما تذكرتني اليوم وعدت
جئت ..
أخيرا جئت..
هل ألمتك دموعك هناك فأتيت .. تذكرت الحضن الذي طالما فيه ارتميت.. والجسد الذي دوما به احتميت .. وقلبي النادر من جديد تمنيت .. فاجبني لما جئت .. لما أتيت ..
وهل ستريح بالى .. وترأف بحالي .. وتوقن انك وحدك الغالي .. وقمرك وحده القمر العالي ..
واسمعني اسأل واجبني .. أنت من أنت .. وأين كنت .. ولما جئت .. واعلم أنني اعلم انك أنت
الذي طرق الباب يوما ففتحت ..
وبحبه رحبت .. والذي دوما به انشغلت .. وجراحه داويت .. وأحزانه طيبت.. وآلامه خففت .. وعلى كتفيه كثيرا ما ربت وطبطبت ..
والذي انتظرته عيوني
ومنعني النوم وانى لي والفكر والفؤاد قد نهوني .. وأنت وحدك من خفق له فؤادي وأصبح بغيتي ومرادي ..
وأنت من ملك الفكر .. وانطق الذكر والامتنان والشكر .. وفى الأحلام أنت الأخير والأوسط والبكر..
وكل الأحلام أنت
ولكني مازلت أتساءل من أنت
فمن أنت